إسرائيل تستعد لعمليات عسكرية غير مسبوقة في غزة حال فشل التهدئة

أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن خشيتها من تصاعد الوضع الأمني في قطاع غزة، بعد سقوط صاروخ فلسطيني محلي الصنع علي مدينة سديروت،
مؤكدة أن جيش الاحتلال - حالة الإعلان عن فشل التهدئة - لن يعود لما كان عليه قبل الهدنة، ولن يقوم بمجرد عمليات عسكرية متقطعة من حين لآخر لملاحقة مطلقي الصواريخ، بل سيقوم بعمليات عسكرية وصفتها المصادر بـ «العنيفة.. ولم يسبق لها مثيل».
وأضافت المصادر العسكرية أن إطلاق الصاروخ، أمس الأول، علي سديروت وانفجار العبوة الناسفة الأسبوع الماضي بالقرب من إحدي الدوريات العسكرية بالقرب من موقع كيسوفيم العسكري،
يعتبران خرقين للتهدئة من جانب واحد، لذا كان الرد عليهما إغلاق معابر غزة الحدودية، إلا أن المصادر أكدت أن الواقعتين لا يعنيان في الوقت نفسه انتهاء التهدئة، غير أن الجيش يتابع عن كثب الهدوء النسبي في المنطقة الجنوبية، علي حد قولها.
ووفقا لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تلك المصادر، فإن الجيش أعد سلسلة عمليات هجومية «لم يسبق لها مثيل» ضد غزة، سيتم تنفيذها فور الإعلان عن فشل التهدئة، كما سيحصل الجيش علي الضوء الأخضر للعمل بشكل مكثف داخل القطاع،
وأشارت الصحيفة إلي أن الجيش لن يعود إلي «لعبة القط والفأر»، المتمثلة في ملاحقة مطلقي الصواريخ، وذلك لتوصيل رسالة إلي الفصائل الفلسطينية بأن «أدوات اللعبة بعد التهدئة قد تغيرت كليا».
وتزامنت تلك التهديدات مع تأكيد مصادر عسكرية إسرائيلية أخري أن كلاً من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي قد تعاظم تسليحهما وقوتهما خلال أشهر التهدئة، كما تأتي بعد يوم من إغلاق إسرائيل جميع معابر القطاع، إثر سقوط قذيفة صاروخية علي بلدة سديروت،
الأمر الذي سارعت القوي الوطنية في إدانته، حيث استنكرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إعادة إغلاق المعابر بما يمس حياة المواطنين سلبا لاسيما في شهر رمضان.
من جانبها، حذرت العديد من الفصائل المسلحة - باستثناء حركة حماس - من قرب انهيار التهدئة، خاصة في ظل بعض التحركات الإسرائيلية التي رصدها مواطنون مقيمون بالقرب من المناطق الحدودية بين القطاع وأراضي ٤٨، حيث أكد بعضهم أنهم لاحظوا في الآونة الأخيرة تحركات غريبة لقوات الجيش الإسرائيلي تشبه التدريبات العسكرية تجري بشكل مكثف وتشير إلي احتمال شن عملية عسكرية في القطاع.
وأضاف قرويون من سكان شمال القطاع أنهم لاحظوا تحركات لدبابات وسيارات جيب في المناطق الحدودية داخل إسرائيل، التي لا تبعد سوي أمتار عن حدود غزة، وأوضح أحدهم أن التدريبات صاحبها إطلاق نار حي من رشاشات ثقيلة، وبحسب السكان، فإن طائرات استطلاع إسرائيلية بدون طيار كثفت من طلعاتها الجوية فوق مناطقهم، منذ منتصف الأسبوع الماضي.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن رسمياً الأسبوع الماضي أنه «أجري» تدريبات عسكرية قال إنها «اعتيادية» في محيط القطاع، بمشاركة القوات البرية، وذكر أن تدريبه استمر نحو ١٢ ساعة، لكن مواطني الحدود ذكروا أن هذه التدريبات تلتها تدريبات أخري وأنها ما زالت مستمرة، وإن كانت بصورة أقل.
من جانبها، استبعدت حماس علي لسان القيادي إسماعيل رضوان، قرب انهيار التهدئة رغم التهديدات الإسرائيلية والتدريبات الميدانية المشار إليها، وقال رضوان: «إن المقاومة الفلسطينية مازالت ملتزمة بالاتفاق».
وتأتي تلك التطورات مع الإعلان عن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس المحتلة اليوم، في حين يلتقي عباس الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن يوم ٢٥ سبتمبر الجاري، بدلا من ٢٦، كما كان محدداً سلفاً.